الثلاثاء، 17 مايو 2011

بروفة العبور إلى فلسطين

فن الممكن وسياج الايدولوجيا

كثيرا ما نسمع مقولات في تشبيه "احتلالنا" باحتلال الأوروبيين لأمريكا واحتلالهم لاستراليا، ويسكت من يشبه ومن يستمع.
فحينما نقول بالثورة الجزائرية يطلع علينا من يقول: تلك كانت فرنسا، والفرنسيين لهم دولة وأرض، بعد حسابات معقدة للربح والخسارة عادوا لبلدهم بالحد الأدنى من الخسائر المحتملة وبدرس في فن الاحتلال غير المباشر باتوا يمارسوه في أفريقيا بنجاح أفضل.
وإن قلنا هاكم دروس من فيتنام، من كمبوديا، اليمن، سوريا، ألمانيا الشرقية....، نقذف بذات الرد مع إضافات وتوابل حادة الطعم تارة وعميقة التحليل تارات وتارات.
يقولون "احتلالكم "يونيك" يعني فريد من نوعه، فهل هذا صحيح؟ والسؤال الأهم إن كان فعلا فريد من نوعه فمن يمتلك التحليل المطلق لسبل الحل القادم؟
بصراحة، لست معنيا كثيرا بمشابهة "احتلالنا" بأي احتلال آخر الآن، فقد يكون لهذا الموضوع مقال قادم أتطرق فيه لهذه الساحة الشائكة، ولكني في هذه العجالة أريد تسليط الضوء على هذا السؤال لا غير:
إن كان احتلال "اسرائيل" أو اسرائيل، الحركة الصهيونية أو الكيان الصهيوني، لبلدي هو احتلال لم يسبق له مثيل، إن كان كذلك، فمن يمتلك الرؤيا الصحيحة للتخلص منه؟؟
وهنا يصبح واضحا العنوان الأول للمقال، فن الممكن وسياج الأيدولوجيا، لمن لا يعرف أو لا يريد أن يعرف المقصد من العنوان أقول بأن الايدولوجيا تعطي إجابات جاهزة ومسبقة لأسئلتنا وإن عجزت لجأت للقياس والفتوى والاجتهاد. أما فن الممكن فيعطي لنفس السؤال الكثير من الإجابات ويقترح الأقرب ويضع المحاذير أمام الإجابات المتسرعة والبراقة، وهذه ليست الميكيافيلية أبدا، للتوضيح أقول: لو سألك أحدهم مثلا، هل ترضى أن ينام أحدهم مع أختك؟ الجواب الذي يسارع للسان مع فورة الدم وتهيئة الجسد للهجوم أن: لا أبدا.
ولكن، ماذا لو كان زوجها؟ أو أخاها، أو ابنها؟ لماذا لم نفكر بهذه الخيارات؟ الجواب: لأننا نحمل مخزون متأصل من العادات والتعاليم وأنماط التحليل وايدولوجيا حازمة تقشعر لمبدأ طرح السؤال نفسه.
هل أنتقل لطرح سؤال آخر؟
لعلي سمعت "نعم" من مستنفر للنقاش، إذن لن أسأل السؤال، فقد يسب أحدهم أمي التي أنجبتني إن سألت.
سأنتقل للعنوان الثاني للمقال: في السياسة ومقولات المطلق.
أعتذر للقارئ إن أنا لم أفسر له مفهوم السياسة، فلو فعلت، وسأفعل عنادا، سيرجمني العلامة بتهمة استبساط المتلقي وإهانته، والسياسة، رحمك الله، هي كلمة نحتت من الأصل "ساس" أي قاد الغير لهدف يرتئيه، وكلنا يعرف عبارة "يسوس الخيل" أي يوجهها لناحية ووجهة ومسلك يستبطنه السائس في طيات نفسه. ما يعنيني هنا هو خيارات "السائس" في عملية "السوس" او "السياسة" المتاحة لوصول الهدف وهو هنا إما سقاية الخيل أو إهجاعها أو تقويمها....، فإن كانت خياراته أي "السائس" محدودة، معطاه سلفا، سيصبح مسوسا بالضرورة وليس سائسا ولا سياسيا أبدا
ولكن لو قادتك الثقة ببحر الانترنت ودخلت تبحث بالعربية عن معناها فهاك ما ستجده:

1- سأل طفل أباه: ما معنى السياسه؟
فأجابه: لن أخبرك يا بني لآنه صعب عليك في هذا السن. لكن دعني أقرب الموضوع لك..أنا أصرف على البيت لذلك فلنطلق علي اسم الرأسماليةوأمك تنظم شؤون البيت لذلك سنطلق عليها اسم الحكومةوأنت تحت تصرفها لذلك فسنطلق عليك اسم الشعبواخوك الصغير هو املنا فسنطلق عليه اسم المستقبلاما الخادمة التي عندنا فهي تعيش من ورائنا فسنطلق عليها اسم القوى الكادحةاذهب يا بني وفكر عساك تصل الى نتيجة..وفي الليل لم يستطع الطفل ان ينام..فنهض من نومه قلقآ وسمع صوت أخيه الصغير يبكي فذهب اليه فوجده قد بال في حفاظه..ذهب ليخبر أمه فوجدها غارقة في نوم عميق ولم تستيقظ وتعجب أن والده ليس نائما بجوارها..ذهب باحثآ عن أبيه.. فنظر من ثقب الباب الى غرفة الخادمة فوجد أبوه معها على السرير و.......وفي اليوم التالي قال الولد لابيه: لقد عرفت يا أبي معنى السياسه..فقال الوالد: وماذا عرفت؟؟
فقال: عندما تلهو الرأسمالية بالقوى الكادحة تكون الحكومة نائمة في سبات عميق فيصبح الشعب مهملا تماما ويصبح المستقبل غارقا في القذارة...
2- أو ستجد....
السياسة:
أعجوبة بل أعجب
كل اللغز بل هي أصعـب
هي عقرب هي ثعلب هي لبؤة هي أرنب
أو حية ملساء ناعمة الأديم و تعطب
أو من كلام الليل يمحوه النهار فيذهـب
كم من وعود برقهن لدى الحقيقة خلب
(كذب) و لكن السياسة منه أيضا أكذب
هذه ليست نكته، فمفهوم السياسة والساسة والمسيس ترسخ عميقا في مخيلتنا بنموذج يقرب أو يبعد بخجل عن هذه المفاهيم.
وهذا، بأبي أنتم وأمي، خطأ فادح نقع فيه دون أن ندري ونكابر، وإن لم تصدقني أعد البحث عن معنى السياسة باللغة اللعينة الأخرى "الانجليزية" فستجد:
Policy: is how to f…ck east with no pains
Bye
يعني: بنشوفكم في مقال قادم